بدأ طلبة عدد من المدارس الخاصة في الشارقة عامهم الدراسي الجديد 2009-2010 مستبقين زملائهم في المدارس الحكومية الذين سينتظمون في دراستهم يوم 23 من سبتمبر المقبل حيث أبدى عدد من أولياء الأمور خشيتهم من مرض أنفلونزا الخنازير اتش1ان1 في وقت أكدت فيه وزارة الصحة عن سلسة إجراءات احترازية ضد المرض ضمن حملتها الوطنية للوقاية منه، واستبعاد إدارات مدرسية تغيب أعداد كبيرة من الطلبة بسبب تخوفهم من المرض.
واستلمت المدارس الخاصة التي باشرت عامها الدراسي أمس نسخة من الخطة الصحية لمكافحة أنفلونزا اتش1 ان1 في المدارس متضمنة الخطوات الواجب إتباعها إضافة إلى صورة للكتاب الذي سيرسل لولي الأمر وهو «تقرير اشتباه بالحالة» على أن تعتمده المدارس ،وأكدت الرسالة الموجهة من وزارة الصحة أن اتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس و المحافظة على صحة الطلبة بغية استمرارهم ومواظبتهم على الدراسة ومراقبة الوضع الوبائي للمرض واتخاذ بعض القرارات والإجراءات المهمة لمنع انتشاره.
وأكدت مديرة مدرسة العناية الخاصة في الشارقة أن المدرسة استعدت بصورة مسبقة وبدأت ببث رسائل توعوية حول المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه على موقع المدرسة الالكتروني إضافة إلى تعليق بوسترات تثقيفية وإرشادية .
وذكرت أن سلسلة إجراءات اتخذتها المدرسة منطلقة من قاعدة مفادها أن الحماية من المرض ليست مسؤولية وزارة الصحة فقط وإنما مسؤولية مشتركة، معولة على أولياء الأمور بالاستجابة والتعاون بعدم إحضار أبنائهم إلى المدرسة إذا كانت لديهم حرارة أو أعراض للمرض، مشيرة إلى أن ممرضة المدرسة بالتعاون مع الهيئة التدريسية والإدارية ستقوم بالكشف على كل طالب واستبعاد من لديه حرارة وحجزه في غرفة الممرضة للكشف عليه إضافة إلى تعقيم مرافق المدرسة بصورة كاملة والتشديد على النظافة الشخصية .
وقالت إن طلبة في المدرسة أطلقوا حملة على موقع الفيس بوك لتبصير مرتادي الموقع بالمرض وأعراضه وطرق الحماية منه .
من جانبه أكد وليد عثمان مدير مدرسة الإبداع العلمي الخاصة في الشارقة انتظام الدراسة وعدم وجود حالات غياب باستثناء الحالات الفردية، مشيرا إلى إتباع المدرسة لخطة وزارة الصحة الوقائية ضد المرض.
وذكر عادل أبو نعمة مدير مدرسة ابن خلدون الخاصة في الشارقة أن أولياء الأمور ليسوا متخوفين بصورة غير منطقية بل هو القلق الاعتيادي الذي يلازم ولي الأمر إلا أن الملاحظ أن ثقتهم في إمكانيات وزارة الصحة وإجراءاتها السريعة والعملية مع المرض خفف من حدة التوتر الذي كان باديا عليهم خاصة وان هناك خطة وطنية أطلقتها الصحة مع بدء موسم العودة إلى المدارس، لافتا إلى أنهم كإدارات مدرسية سيعملون على إتباع الإرشادات اللازمة التي دعت إليها الصحة، داعيا الأهالي لعدم إحضار الطالب المشتبه بإصابته إلى المدرسة والذهاب به إلى اقرب مركز صحي كي لا يتسبب بنقل المرض لزملائه وتوسيع رقعة انتشاره.
وقال عدد من أولياء أمور طلبة في مدارس خاصة أن الإجراءات التي أعلنت عنها وزارة الصحة لاتخاذها كنوع من الحماية لطلبة المدارس قد تحتاج إلى وقت، مشيرين إلى أن درجة الوقاية المتخذة من قبل إدارات المدارس الخاصة ستكون بسيطة ولا تقي من انتقال العدوى في حال وجود أي حالة اشتباه، مؤكدين أنهم يقدرون الجهود الجبارة التي تبذلها وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم إلا أن بعضهم اثر تعطيل أبنائه لمدة أسبوع أو أكثر كإجراء وقائي.
وقالت ناصرة ليث وهي ولية أمر ثلاثة طلاب في مدرسة الشويفات الدولية الخاصة أنها لن ترسل أبنا ئها الذين يبدأ عامهم الدراسي يوم غد الثلاثاء بسبب تخوفها من مرض اتش 1 إن 1 لافتة إلى أن ذلك يندرج في إطار المثل القائل «الوقاية خير من قنطار علاج » .
واقترحت نداء المصري أم لطالب في المدرسة البريطانية إلزام أولياء الأمور بفحص أبنائهم في مستشفيات داخل الدولة وإبراز شهادة الخلو لإدارات المدارس على أن يكون هذا الإجراء ملزما بحيث لا يسمح بقبول طالب لم يجر الفحص اللازم للمرض مما يساعد ويسهل عملية الكشف في الحالات غير المعروفة وبالتالي تجنب انتقال العدوى، مضيفة أن المدارس تعد من اكبر أماكن التجمعات وأخطرها لنقل أي مرض ويجب أن تكون هناك إجراءات صارمة من قبل الصحة وليس المدارس نفسها.
وكان الدكتور علي أحمد بن شكر مدير عام وزارة الصحة، رئيس اللجنة الصحية الفنية لمكافحة إتش1 إن 1 قد أعلن عن الخطة الوطنية لمكافحة المرض بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، مؤكدا أنهم يعملون على تحقيق أكبر قدر من المأمونية والوقاية للجميع وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
مشيرا إلى اتخاذهم عدة تدابير لمواجهة الموسم الدراسي مرتكزين على عدة محاور تتمثل في التدريب والتثقيف والاستعداد للتطعيم فور وصول المطعوم، فيما سيقوم فريق من وزارة الصحة بتدريب أعضاء في المناطق التعليمية بأهم الإجراءات اللازم إتباعها في حالة الإصابة بالمرض وتزويدهم بمطويات تثقيفية .