كامل الشيرازي من الجزائر: في سابقة أولى من نوعها، تم في الجزائر، عرض لقاح جديد لمعالجة داء السرطان، وشهدت المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان بيار ماري كوري عرض تجربة سعى أطباء محليون بواسطتها إلى معالجة مختلف انواع السرطان باستثناء سرطان الدم، حيث جرى استخدام لقاح تم انتاجه من خلايا سرطانية ومناعية وبعض المواد الكيميائية الأخرى.
ويشكل الانجاز الذي أشادت به دوائر طبية ووصفته بـ"الفعّال"، متنفسا لكثير من مرضى السرطان المقدّر عددهم بنحو 250 ألف شخص ترهقهم تكاليف العلاج التي تربو عن 25 مليون دينار جزائري (الدولار يعادل 72 دينارا)، ويقول البروفيسور "كمال بوزيد " رئيس المؤسسة الجزائرية لأمراض السرطان، أنّ حالات السرطان المحصاة تتباين بين ما هي في "حالة خمود"، وأخرى وصلت مرحلة نهائية، وأشار إلى قلق مؤسسته من تنامي داء السرطان بأنواعه، حيث تسجّل 30 ألف حالة جديدة سنويا.
كما أفادت مصادر صحية جزائرية بأنّ سرطان الثدى وعنق الرحم لدى النساء بالجزائر وصل إلى أربعين ألف حالة، كما أنّ السرطان بمختلف أنواعه يطال 1500 طفلا كل عام وتتوزع بين أورام المخ والعين والعظام وكذا سرطان العضلات وشملن هذه الأنواع أطفال من فئات عمرية مختلفة ابتداءا من الرضيع وصولا إلى المراهق، علما أنّ ثلثي الاصابات المتمثلة في الأورام الصلبة وسرطان الدم يمكن علاجها ولها قابلية للشفاء نهائيا إذا تم تشخيصها في وقت مبكر وتوصل الأطباء إلى علاجها في مراحلها الأولى.
وصرح البروفيسور مراد سمروني، أنّ الجزائر عرفت خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا في حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، حيث ارتفع العدد العام إلى حدود مائتي حالة جديدة في السنة، وذكر البروفيسور ذاته أنّ سرطان الغدة الدرقية بات "يشهد انتشارا كبيرا"، إذ قفز من 12 حالة قبل عشريتين إلى 200 حالة، وهو ما جعل أطباء يقرعون اجراس الإنذار، تبعا لكون الجزائر "بلد معرض للإصابة بمرض الغدة الدرقية" تبعا لنقص استهلاك مادة اليود لدى السكان المحليين، ما يتسبب غالبا في ظهور سرطان الغدة الدرقية لتأثر الغدد الصماء بذلك.
واقترح مختصون أن يستفيد القاطنون في المناطق التي تعاني نقصا في مادة اليود، من مخطط خاص يعنى بمكافحة الاضطرابات الناجمة عن هذا النقص، في وقت يتحدث أطباء عن تأثير عوامل وراثية في انتشار سرطان الغدة الدرقية، ورغم ذلك يبدي البروفيسور سمروني تفاؤلا بإمكانية محاصرة سرطان الغدة الدرقية، سيما وأنّ 70 بالمئة من المرضى تعافوا تماما.